إعلامية بوسنية: شعرت أن الله نجاني لنشر الإسلام
ألما بردتش صاحبة مؤسسة برنامج مسلم التليفزيونية بالبوسنة وعضو سابق بالبرلمان متزوجة ولديها طفلان عمران وبلال، وتنمى إلى حزب على عزت بيجوفتش، وهى القناة الإسلامية الوحيدة من بين 50 قناة.
وتهدف هذه القناة إلى نشر تعاليم الإسلام الصحيحة بين مسلمين في البوسنة، كما أنتجت برامج للأطفال تجمع بين الدعوة والتعليم في ذلك المجتمع العلماني، وذلك من خلال تكريم المتفوقين بالمدارس، وإستضافتهم للحديث عن الجوانب الإيمانية وأثرها على التفوق، كما ساهمت القناة في إقلاع العديد من الشباب عن تناول المخدرات والخمور من خلال الإعلانات الإسلامية التوعوية بأضرار المخدرات والكحول صحيا ونفسيا وبدنيا.
وحول وضع المرأة المسلمة في البوسنة، ودور قناة المسلم، كان لموقع رسالة المرأة هذا اللقاء مع الإعلامية ألما بردتش أثناء تواجدها في القاهرة.
نص الحــــوار
ـ متى أنشئت مؤسسة برنامج مسلم؟، وما الهدف منها؟
* أنشئت منذ 15 عاماً وهى القناة الإسلامية الوحيدة في البوسنة من ضمن 50 قناة، والهدف الأساسي منها تعريف المسلمين بتعاليم الإسلام، لأن هناك 70% من سكان البوسنة مسلمين إلا أنهم لا يعرفون شيئا عن الإسلام، فالحكومة لا تسمح بإنشاء المساجد، فضلا عن تقديم برامج للأطفال لتعليمهم الصلاة والصوم والآداب الإسلامية المختلفة كالصدق والأمانة.
ـ وهل للقناة تأثير ملحوظ على المسلمين في البوسنة؟
نعم لأن الميديا هي الأكثر تأثيرًا على الأفراد، فالعديد من المسلمين تأثروا بإذاعة الخطب الدينية التي ساعدتهم على إقامة الشعائر الإسلامية من صلاة وصيام، فضلا عن إقلاع العديد من الشباب عن تناول الكحول والمخدرات نتيجة تأثرهم بالإعلانات التوعوية الإسلامية التي تبثها القناة.
ـ وماذا قدمت القناة للأسرة البوسنية؟
* اهتمت القناة بالأطفال فقدمت لهم الكارتون العربي بهدف تعليمهم اللغة العربية، ولتكوين جيل يعتز بهويته الإسلامية، فضلا عن تقديم المسابقات المختلفة في المدارس والتي تجمع بين الدعوة والتعليم، وتقديم نماذج مشرقة من هؤلاء الأطفال في القناة يتحدثون عن فضل الجوانب الإيمانية على تفوقهم.
بالإضافة إلى تقديم بعض نجوم الرياضة المسلمين الذين برعوا في مجالاتهم ليكونوا قدوة يحتذى بها الأطفال والكبار.
ـ وهل هناك معوقات تواجه القناة؟
* قبل 12 عاما كنا نعانى من قلة التمويل ونقص إقبال المشاهدين نظرًا لأن نظام الحكم علماني والمجتمع مادي، ولكن في الفترة الأخيرة أصبحت قناة مسلم من أعلى عشر قنوات محلية مشاهدة، وذلك بفضل الله ثم بتعاون بعض جهات الخير.
ـ كيف وفقت بين عملك وتربية أولادك؟
الحمد لله زوجي متعاون، فهو يعمل معي في القناة ويساعدني كثيرا في تربية ولديَّ عمران وبلال وهما في بداية مراحل التعليم، وذلك لأن المرأة البوسنية تستطيع العمل وإدارة بيتها وأولادها، وخاصة بعد الحرب عندما كنت معرضة للموت وشعرت أن ربى نجاني للحفاظ على الثقافة والتراث وتربية أبنائي عمران وبلال تربية إسلامية صحيحة وتوريثهم التراث الإسلامي، وهذا هو التحدي الأكبر أمام المسلمين في البوسنة وهو منع محو الهوية الإسلامية.
ـ في ظل الحكم العلماني هل هناك تضييق على المرأة المسلمة؟
المرأة البوسنية مازالت تعانى من التضييق عليها وخاصة في إرتداء الحجاب، فالحكومة العلمانية تمنع إرتداء الحجاب بالمدارس والجامعات، وتضيق على المحجبات كذلك في الوظائف الحكومية، ورغم أن نسبة المسلمين بالبوسنة حوالى 70% من عدد السكان إلا أن هناك إضطهاد للمسلمين لأن الحكومة تشمل ثلاثة فصائل صرب وكرواتيا ومسلمين والصرب هم صناع القرار، وفي ظل الفقر وضعف الحالة المادية تضطر المرأة التي تذهب للعمل أن تخلع الحجاب.
ـ هل هناك دور للمنظمات الإغاثية والأممية في البوسنة؟
أغلب المنظمات غير الحكومية غربية تركز على دعم الشواذ والمرأة المبدعة والفنانة وتساعدها على الهجرة خارج البوسنة، وعندما أرادت سيدة مسلمة التحدث مع سكرتير الأمم المتحدة في أحد المؤتمرات عن مذابح سربينيتسا تجاهلها وأخرجها من القاعة، كما لم يُسمح لها التحدث في القنوات المحلية، وذلك لأن المجتمع علماني وتأثير روسيا على الحكومة كبير جدا.
ـ هل من رسالة توجهيها للمنظمات العربية والإسلامية؟
أناشد المنظمات العربية والإسلامية الإهتمام بالمرأة البوسنية، وكذلك السورية والفلسطينية، وفي جميع البلدان التي فيها حصار وحروب وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: «من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم»، وندعو الله سبحانه وتعالى أن يمن علينا بنعمه ويتقبل أعمالنا، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العلمين.
حوار: مي محمود.
المصدر: موقع رسالة المرأة.